الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية كيف تحولت السجون التونسية الى بؤر لتفريخ الارهابيين: هكذا يتم استقطاب مساجين الحق العام ..!

نشر في  23 مارس 2016  (10:30)

سبق أن تطرقنا في أكثر من مناسبة الى مسألة استقطاب مساجين الحق العام من قبل العناصر الارهابية داخل السجون التونسية، وطالبنا مرارا بضرورة الفصل بين هاتين الفئتين من المساجين، ولعل ما يدفعنا الى اعادة فتح هذا الملف هو عدم ملاحظة أي مستجدّ في هذا الموضوع باستثناء تصريح أخير لوزير العدل أكد خلاله أن العدد المتزايد ببعض الوحدات السجنية للموقوفين الذين تعلقت بهم قضايا إرهابيّة، يخلق معادلة صعبة  تضع الوزارة أمام معطى أساسي مرتبط بضرورة الإحكام في حسن تصنيف هذه الفئة لتجنب الاستقطاب سواء لبقية المودعين أو للإطار العامل بالسجون.
 عمر منصور أكد كذلك أنه اتخذ قرارا بفصل المساجين على خلفية قضايا ارهابية عن مساجين الحق العام، مشيرا الى أنه  تم البدء في تطبيق هذا القرار حيث تم نقل حوالي 200 سجين على خلفية قضايا ارهابية الى سجون أخرى من بينها الكائنة في صفاقس والمهدية.
لكن ورغم هذا الاقرار باستقطاب المساجين المتعلقة بهم قضايا ذات صبغة ارهابية لمساجين الحق العام، فانه يبدو أن تطبيق قرار الفصل يعد صعب المنال أولا لاعتبار حالة الاكتظاظ التي تشهدها السجون التونسية، وثانيا لأن هذه العناصر تمكنت فعلا من استقطاب مساجين الحق العام الذين تحولوا بدورهم الى مستقطبين لبقية المساجين .
البعض باتوا عناصر ارهابية سواء في تونس أو من خلال الالتحاق ببؤر التوتر والأمثلة عديدة، فكيف يتم الاستقطاب؟ ومالذي سهّل العملية ؟ أهو تواطؤ أم تساهل وعدم تطبيق للقانون ؟ هذا ما سنحاول الاجابة عنه في هذا التحقيق الذي اعتمدنا فيه على بلاغات وتصريحات لأعوان سجون .

سجون تتحول الى مدارس لتخريج الارهابيين..

حسب الأمثلة التي سنوردها تباعا يتأكد أن السجون التونسية تحولت في السنوات الأخيرة الى بؤر لتفريخ الارهابيين ووكر للارهاب وتخلت عن دورها الاساسي ونقصد الاصلاح، فعديدة هي الامثلة لعناصر دخلت السجون التونسية في قضايا اجرامية مختلفة لتغادر بتفكير مغاير وعقيدة مختلفة و«جلباب» مناصر للارهاب.
الثابت أن بعضكم قد بلغته قصة مغني الراب مروان الدويري المعروف باسم «امينو» الذي تحول من رابور يدعى «امينو» الى  «أبو أيمن» المقاتل بتنظيم الدولة الاسلامية «داعش»، فهذا الشاب سبق له أن قضى عقوبة في قضية مخدرات «زطلة» بسجن المرناقية ليتحول بعد 8 أشهر فقط من دخوله السجن الى «أبو أيمن» ويطلق لحيته ويرتدي اللباس الأفغاني عوض الملابس الرياضية التي لم يكن يتخلى عنها في أغانيه.. مروان تعرض في مدة وجيزة لم تتجاوز السنة الى عملية دمغجة داخل السجن دفعته الى الهجرة نحو «الرقة» بسوريا بمجرد خروجه ...  
 ومن القصص الأخرى لأشخاص تحولوا داخل السجون التونسية، نذكر قصة أحمد الرويسي الملقب بـ«الشوكاني» وأيضا بـ«أبو زكرياء» وهو من مواليد 13 أكتوبر1967، اذ سجن بتهمة الشعوذة والمتاجرة بالمخدرات ليغادر السجن بعد الثورة قياديا بتيار أنصار الشريعة.
قصة هذا الارهابي غريبة جدا وقد تكون سيناريو ملائما لفيلم أو عمل درامي، فالرويسي الذي راج أنّه قضى نحبه في مدينة سرت الليبية اثر تلقيه رصاصة استقرت بصدره بعد اشتباكات بين قوات الجيش الليبي وتنظيم داعش، كان يشتغل عرافا مشعوذا قبل الثورة وكان ملقبا بـ«ايليوس» وكان يستقبل حرفاءه بمكتبه الكائن بشارع باب بنات وشهر بعراف البلاط حيث كان يتردد على زوجة المخلوع.
القيادي في تنظيم أنصار الشريعة والموصوف بـ«الصندوق الأسود للإرهاب في تونس»، كان من أبرز المطلوبين لدى المصالح الأمنية والقضائية في تونس على خلفية اتهامه بالضلوع في أعمال عنف واغتيالات والتخطيط للقيام بعمليات إرهابية في تونس، كان محسوبا قبل الثورة على تيار في أقصى اليسار الماركسي، وعاش في سوريا لفترة في منتصف ثمانينات القرن الماضي، ثم أصبح  بعد الثورة خاصة في أواخر 2012 وبداية 2013 من أبرز قيادات أنصار الشريعة، استهدف عديد القيادات السياسية والأمنية وتحوم حوله شبهات الارتباط بقوى إقليمية ومخابراتية.
 ويقف الرويسي بناء على مصادر أخبار الجمهورية وراء محاولة تفجير نزل في سوسة وأيضا محاولة تفجير روضة آل بورقيبة في المنستير اضافة الى أنه هو من استهدف الشهيد الملازم سقراط الشارني، وساهم في العملية التي استهدفت 6 أعوان من الحرس الوطني في حادثة سيدي علي بن عون التابعة لولاية سيدي بوزيد، اضافة الى اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي.

روايات مثيرة...

الرويسي أو «ايليوس» عرف بسوابقه العدلية في العديد من الجنح والجنايات أخطرها مسك واستهلاك وحيازة وملكية بنية الاتجار لمادة مخدرة مدرجة بالجدول “ب” وتكوين عصابة مفسدين لتوريد مادة مخدرة إضافة إلى العنف، وكان «ايليوس» شديد التردد على شعبة التجمع وكانت تصدر له مقالات اشهارية حول الشعوذة والتدجيل في احدى اليوميات المعروفـة..
قصة كمال زروق الملقب داخل السجون التونسية ب«شقيف» تؤكد رواية تحول السجون التونسية الى وكر للارهاب، فالارهابي الخطير كمال زروق ثاني رجل في تنظيم أنصار الشريعة بعد أبوعياض، في رصيده عديد السوابق العدلية والمتعلقة بقضايا حق عام، حيث كانت تتعلق به قضايا مسك وحيازة وترويج مواد مخدرة اضافة الى السرقات المتعددة.
قصة التحول في السجن من مجرمي حق عام إلى متشددين دينيا، عرفها ايضا وناس الفقيه أمير السلفية الجهادية في تونس والعنصر الارهابي الخطير الذي التحق بجبهة النصرة في سوريا للقتال بعد أن أطلق القضاء التونسي سراحه وصدر في شأنه حكم بعدم سماع الدعوى في جويلية 2013.
ومن المعلومات الخاصة جدا التي تحصلنا عليها أن القيادي البارز في تنظيم انصار الشريعة وناس الفقيه البالغ من العمر 35 سنة، عرف قبل الثورة بارتياده للملاهي الليلية وعرفت عنه براعته في الرقص الغربي، كما أن مظهره كان مريبا حيث كان يرتدي الاقراط وهو من مدمني الكحول..
 أيمن دخل بدوره السجن بتهمة «الزنا» و«معاشرة امرأة متزوجة» وعندما غادره التحق بمعسكرات تدريب الإرهابيين في درنة شرقي ليبيا.
عنصر ارهابي اخر دخل السجن بتهمة سرقة هاتف نقّال فغادره والتحق بتنظيم «داعش» في العراق وانتهى به الأمر بأن فجّر نفسه في الرمادي.
وختاما نذكر بقصة أحد أشرس القيادات الارهابية  راغب الحناشي الذي تحول إلى إرهابي بعد ان دخل السجن بتهمة سرقة هاتف جوال، فراغب تم استقطابه والاحاطة به داخل جدران السجن.

 سجن منوبة للنساء قنبلة موقوتة

لن نبالغ اذا قلنا ان سجن منوبة للنساء هو عبارة عن قنبلة موقوتة، فهذا السجن يضم قرابة الـ 60 ارهابية،على اتصال دائم بسجينات الحق العام، اللاتي يقع استغلالهن خاصة من صاحبات العقوبات البسيطة والقصيرة لتمرير رسائل للعناصر الموجودة خارج السجن ولجلب معلومات ورسائل للارهابيات داخل السجون.
ومن خطورة اختلاط سجينات الحق العام بالارهابيات هو ما سبق أن أشرنا اليه في تحقيق سابق على اعمدة اخبار الجمهورية والمتمثل في عثور دورية تفتيش روتينية وبمحض الصدفة على وثيقة سرية بحوزة احدى سجينات الحق العام تحتوي على مخطط لاقتحام سجن منوبة في 6 دقائق، حيث كانت السجينة تنوي تسليم المخطط للإرهابيات الموجودات داخل السجن.
وهنا نشير الى أن الاحصائيات الرسمية تؤكد وجود 104 سجينة ارهابية داخل السجون التونسية موزعات على حوالي 5 وحدات سجنية على كامل تراب الجمهورية.
كما نذكر بعمليات نقل الارهابية فاطمة الزواغي المتكررة من سجن لآخر، وذلك لما تمثله هذه المرأة من خطر على سجينات الحق العام .

هل ساهمت ادارة السجون والاصلاح في تردي الأوضاع؟

وللتذكير، فقد أكدت النقابية بالسجون والاصلاح ألفة العياري (التي استمع اليها  قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس أول أمس الاثنين 21 مارس على خلفية شكاية رفعها ضدها المدير العام للسجون والاصلاح صابر الخفيفي اتهمها فيها بالثلب والابتزاز اثر تصريحات اعلامية أكدت فيها وجود فساد بالمؤسسة السجنية)، أكدت وجود جملة من الاخلالات والتجاوزات داخل السجون عامة وسجن المرناقية بصفة خاصة من إرهاب وفساد ووصفت الوضع بالكارثي مطالبة رئيس الحكومة بلقاء عاجل لأن ما يحدث خطير جدا ولا يحتمل الانتظار.
  كاتب عام نقابة أعوان السجون والإصلاح الفة العياري أثارت جدلاً واسعا عندما صرّحت أن إدارة السجن اتخذت قرارا بالسماح بالاختلاط بين السجناء الموقوفين على ذمة قضايا إرهابية وبين سجناء الحق العام وأن هذا الإجراء عرّض السجناء إلى عمليات «دمغجة» ودفعهم إلى اعتناق التطرّف والتشدّد وإعداد «جيل من الإرهابيين من بذرات عتاة المجرمين».

توزيع الإرهابيين على مختلف سجون الجمهورية

كما أشارت العياري إلى خطورة وضع الإرهابيين مع مساجين متهمين في قضايا الحق العام ، مؤكدة أنه أمر يشكل خطرا كبيرا حيث سيمكن المساجين الإرهابيين من استقطاب الآخرين وغسل أدمغتهم خاصة وأن الإرهابيين هم من القياديين في التمويل والتخطيط والتنفيذ ويتمتعون بالقدرة على الإقناع حسب قولها.
بعد هذا التصريح بيوم، أصدر التنظيم الإرهابي المحظور «أنصار الشريعة» بيانا ذكر فيه حرفيا أن «سجن المرناقية خير وليس شرّاً» وأنه مناسب لاستقطاب مساجين الحق العام وأسهل من حيث غسل أدمغتهم وتقديم صورة عن الدين لهم كما يراها التنظيم».

 تنظيم أنصار الشريعة: السجون التونسية أفضل من المساجد في الاستقطاب

تاكيدا لكل ما ذكرناه انفا نشير الى أن جماعة أنصار الشريعة «المحظور» سبق لها أن نشرت بيانا اكدت فيه أن السجون التونسية تحولت الى مكان أفضل من المساجد لنشر أفكارهم وتوجهاتهم واستقطاب مناصرين جدد من بين مساجين الحق العام وخاصة في صفوف المجرمين
وجاء في نص البيان : « أنتم تقولون أنّ أسر إخوانكم وأخواتكم شرّ لكم، ولكنّه والله ليس بشرّ، بل هو خير ونعمة فكم من أخ كان قبل أسره ذا عقيدة فاسدة، فيرى بقتل جند الطّاغوت في العراق والشّام ويحرّم ذلك في تونس ويقول أنّ بوليس وعساكر الطّاغوت فيها مسلمون،وما أن يؤسر بسبب مناصرته للدولة الإسلاميّة على النات أو بسبب إعانته لعائلة أحد الشهداء أو الأسرى ماديّا، حتّى يجد في السّجن ما لن يجده في مساجد تونس كلّها اليوم يجد حلقات تحفيظ القرآن بمختلف القراءات،كما يجد حلقات لتعليم العقيدة.
ماكانوا ليهتدوا لو لم يقدّر الله أن يسجن إخوة التوحيد والعقيدة معهم نتيجة إكتظاظ السّجون، فيخرجوهم من الظلمات إلى النّور.
 والله لولا الله ثم السّجون لما تاب العديد من الإخوة والأخوات، والله لولا الله ثمّ السّجون لما أصلحت العقيدة المعوجّة لعدد كبير منكم، والله لولا الله ثمّ السّجون لما حفظ عدد كبير منكم القرآن ولما تعمّق عدد كبير منكم في أمور العقيدة وكشفت له الشّبهات وصار ذا يقين جازم بكفر الحكّام العرب وأتباعهم من عساكر وبوليس وأعوان».

هكذا يتم الاستقطاب ...

وفي نفس السياق كان لنا حديث مع عضو نقابة الامن الجمهوري هيكل الدخيل، الذي صدرت في شأنه بطاقة ايقاف عن العمل منذ ما يزيد عن السنة بسبب تصريحاته الاعلامية والتي تمحورت في مجملها حول هذه التجاوزات داخل السجون التونسية، هيكل كشف لنا أنه وخلال شهر مارس 2015 صدرت برقية من الادارة العامة للسجون والاصلاح الى العديد من الوحدات السجنية مفادها نقلة 30 سجينا على ذمة قضايا ارهابية الى وحدات سجنية مختلفة، مضيفا أنه وبعد نقلة هؤلاء تم تحويلهم الى غرف سجنية مختلفة وتوزيعهم مع مساجين الحق العام .
ومن المعلومات الاخرى التي مدنا بها أنه تمت تفرقة المساجين المتعلقة بهم قضايا ارهابية بسجن الناظور بمعدل سجينين بكل غرفة مع مساجين الحق العام .
كما كشف أنه وخلال شهر فيفري 2015 تمت عملية تفتيش فجئية في الجناح الذي يضم عناصر ارهابية بسجن برج الرومي وتم العثور على هاتف جوال لدى أحد هذه العناصر سلمه اياه سجين حق عام .
هيكل دخيل ذكر أن هذه المجموعات تعمد الى ارتداء اللباس الأفغاني داخل السجن كما تطيل اللّحى وتجبر مساجين الحق العام على صلاة الجماعة معها وكل من يرفض يتعرض الى الضرب ان لم تفلح معه الأساليب الودية لاقناعه.
وأضاف دخيل في تصريحه لأخبار الجمهورية أن العناصر الارهابية تعتمد سياسة المراحل لدمغجة عقول مساجين الحق العام وخاصة ممن لا يمتلكون ثقافة ومستوى تعليميا محترما وتفكيرهم الديني محدود حيث تعمد في البداية الى ابعاد السجين عن بقية المساجين ثم تقنعه عبر خطابهم القوي باعلان الولاء للمجموعة الجديدة ثم وفي مرحلة أخيرة تقنعه بضرورة الجهاد في سبيل الله، مشيرا الى أن هذه الجماعات تعتمد أيضا على سياسة الاغراءات المادية تجاه بعض المهمشين وتستقطبهم من خلال وعدهم بالثراء والمال والسلطة.
وأكد دخيل أن بعض العناصر الارهابية تعمد الى ارتكاب جنح لا تتجاوز عقوبتها 6 أشهر أو عام على أقصى تقدير حتى يتمكنوا من دخول السجون التونسية واستقطاب مساجين الحق العام.
  ويذكر أن هيكل دخيل سبق له أن التقط صورا للامارة السلفية داخل سجن الناظور والتي على اثرها تعرض الى عديد المضايقات والطرد من عمله .

اتفاقية نور الدين الخادمي..

وبعيدا عن مقتطف النص المزعوم لتيار أنصار الشريعة المحظور في تونس، وبالعودة قليلا الى الوراء نلاحظ أن الانفلات الحاصل داخل السجون التونسية لم يكن من فراغ، حيث نذكر بالاتفاقية التي أمضتها وزارة العدل سنة 2012 مع نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية انذاك والتي تتمحور حول  العمل الدعوي في السجون وسمح فيها للعديد من الأئمة والجمعيات الدينية بدخول السجون وتنص الاتفاقية على «تنظيم دروس حول العقيدة والفقه والحديث والسيرة والقيام باملاءات قرآنية لتحفيظ القران في السجون.


احصــائـيــات ونـــســب
حسب المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية فان نسبة استقطاب سجناء الحق العام  تتراوح  بين 30 و 40 % .
وحسب أرقام وزارة الداخلية يوجد حوالي 1200 متهم في قضايا ارهابية موزعين بسجن المرناقية و بنزرت والهوارب بالقيروان وصفاقس .
وتوقع خبراء أن يصل عدد الموقوفين في قضايا متعلقة بالإرهاب الى أكثر من 3500 موقوف بحلول سنة 2019.
 ويذكر أن وزارة العدل سبق لها أن أكدت وجود أجانب ممن تعلقت بهم قضايا ذات صبغة ارهابية بالسجون التونسية من بينهم جزائريون وليبيون ومغاربة بالإضافة لأوروبيين من فرنسا وألمانيا والبرتغال.
وحسب إحصاء رسمي تم اعداده في أكتوبر 2015 فان عدد العائدين الى السجن وهم مورطون في قضايا إرهابية 358 متهما من بينهم 8 بالمائة دخلوا السجن في قضايا حق عام والبقية ممن تمتعوا بالعفو التشريعي العام.

ملف من إعداد: سناء الماجري